يُشير مصطلح التقلبات السعرية إلى مدى وعمق التحركات التي تشهدها أسعار أصل مالي معين في سوق محدد خلال فترة زمنية معينة. وفي سوق صرف العملات الأجنبية (الفوركس)، يمكن لهذه التقلبات أن تُمثل فرصاً واعدة ومحتملة لمتداولي العملات، حيث إن التحركات السعرية الكبيرة تفتح المجال أمام تحقيق أرباح طائلة تتناسب مع حجم تلك التحركات. ولكن، في المقابل، تنطوي مثل هذه الظروف السوقية على مخاطر جمّة قد تُفضي إلى خسارة رأس المال، إذ يمكن للمراكز الاستثمارية المفتوحة أن تنعكس على المتداول بصورة خاطفة وغير متوقعة.
يمكن قياس تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية (الفوركس) بطرق متعددة ومتنوعة، من بينها التقلب التاريخي والذي يتم حسابه على أنه الانحراف المعياري لمعدلات العائد التي يحققها زوج العملات خلال إطار زمني مُحدد يتم اختياره. ويمكن أيضًا استخدام التقلب الضمني، حيث يتم من خلاله احتساب توقعات التقلب المستقبلي لأسعار زوج العملات، وذلك باستخدام نماذج رياضية متقدمة لتسعير عقود الخيارات المالية المتعلقة به. أما على صعيد المؤشرات الفنية، فإن مؤشر متوسط النطاق الحقيقي (ATR) يقيس درجة تقلب السوق عن طريق حساب متوسط النطاق السعري بين أعلى وأدنى سعر لعملة ما خلال فترة زمنية معينة.كما يُمكن استخدام نطاقات بولينجر®، حيثُ يُشير مدى اتساع هذه النطاقات، المُشتقّة من المُتوسّط المُتحرّك، إلى مُستوى التقلب في السوق.
يمكن أن تنشأ تقلبات السوق في أسواق صرف العملات الأجنبية (الفوركس)، وكذلك في أسواق فئات الأصول الأخرى، نتيجة لمجموعة واسعة من التطورات والأحداث الاقتصادية الكلية. فعلى سبيل المثال، إذا تم الإعلان عن قرار بشأن أسعار الفائدة يخالف توقعات المتعاملين في السوق، فإن أسعار أزواج العملات الأجنبية قد تشهد تحركات سريعة وقوية، حيث يصبح الاحتفاظ بمراكز في عملات معينة أكثر أو أقل جاذبية للمستثمرين. وعلى المستوى الفني، فإن اختراق الأسعار للمستويات المحورية للدعم والمقاومة يمكن أن يُطلق شرارة قرارات شراء أو بيع على نطاق واسع. كما يمكن للمزاج العام السائد في السوق (معنويات المستثمرين)، وفترات شُح السيولة، وأنشطة المضاربة التي تقوم بها المؤسسات الاستثمارية الكبرى، أن تؤثر أيضاً بشكل ملموس على مستويات التقلب في الأسواق.
يُمكّن التداول بالهامش، أو التداول بالرافعة المالية، المُتداولين من فتح صفقات بحجم تداول أكبر من رأس المال المودع. وهذا يعني إمكانية تحقيق أرباح مُضاعفة، ولكنه ينطوي أيضًا على مُخاطر مُضاعفة في حال تحرّك السوق بشكل مُعاكس لتوقّعات المُتداول. عند التداول بالهامش، يكتفي المُتداول بدفع نسبة صغيرة من القيمة الإجمالية للصفقة، تُعرف باسم "الهامش". في حال تحرّك السوق باتجاه معاكس لتوقعاتك، قد تتلقّى "طلب تغطية الهامش"، ممّا يعني انخفاض الرصيد بالنسبة للهامش في حسابك إلى ما دون الحدّ الأدنى المطلوب. في هذه الحالة، سيتعيّن عليك إيداع المزيد من الأموال أو تخفيض حجم الصفقة لمُواصلة التداول.