توقعات الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي AUD/USD: إلى أي مدى يمكن أن ينخفض زوج العملة قب٣٣ل أن يرتدّ مجدداً؟
يعبّر عن سعر صرف الدولار الأسترالي (AUD) إلى الدولار الأمريكي (USD) بعدد الدولارات الأمريكية المطلوب لشراء دولار أسترالي واحد. ويُعرف الدولار الأسترالي عموماً باسم (Aussie)، وهو العملة الرسمية لكومنولث أستراليا. ويحتل المرتبة الخامسة بين أكثر العملات تداولا في العالم، على الرغم من أن الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي (GDP) يحتل المرتبة الثانية عشرة.
أمّا الدولار الأمريكي فهو العملة التي تقيّم فيها احتياطات العالم وهو يلعب هذا الدور منذ نهاية معيار الذهب في عام 1971. وبشكل طبيعي، يتربّع على عرش العملات الأكثر تداولاً.
وفقاً لبنك التسويات الدولية، استحوذ الدولار الأسترالي على 7% من جميع معاملات الفوركس اليومية في عام 2019، بينما استحوذ الدولار الأمريكي على 88.5%. يعتبر زوج دولار أسترالي/دولار أمريكي (AUD/USD) من أكثر الأزواج شيوعاً في أسواق العملات العالمية.
ما هي محركات سعر الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) في عام 2021 وما هي التوقعات مع اقترابنا من عام 2022؟ نحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال استعراض أحدث تنبؤات المحللين وإلقاء نظرة على ما يجب مراعاته عند تداول زوج العملة هذا.
الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD): ما هو وضع زوج التداول الآن؟
إذا كنت قد نمت في 27 أغسطس 2020 واستيقظت في 27 أغسطس 2021، فمن السهل أن تنخدع بالاعتقاد بأن زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) لم يتحرك. فعند 0.7244 في 27 أغسطس 2021، يكون زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) قد استقر قريباً من قيمته التي كان عليها في 27 أغسطس 2020 (0.7243).
لكن حركة زوج العملات خلال العام كانت أبعد ما تكون عن الاستقرار. فمن أدنى مستوياته التي وصلها عند 0.6991 في أواخر أكتوبر 2020، ارتفع زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) إلى 0.8007 بحلول نهاية فبراير 2021.
الآن، يرزح الدولار الأسترالي تحت ضغط هبوطي حاد منذ منتصف يونيو، بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبات العديد من المحللين يرون المستوى 0.7000 في الأفق بعد أن انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 3.2%. بين 16 أغسطس و 20 أغسطس - أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبتمبر 2020.
لكن في مذكرة للعملاء تم نشرها في 20 أغسطس، أشار الاقتصاديون في مجموعة هولندا الدولية (ING) إلى أن الانخفاض كان محسوباً ضمن إدارة مخاطر الهبوط الرئيسية، وأن الانخفاض إلى ما دون 0.7000 أمر غير مرجح. وبالفعل، فقد تعافى زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD)، منهياً الأسبوع التالي عند 0.7243.
كما أن جين فولي، كبيرة محللي العملات الأجنبية في رابوبنك (Rabobank)، كتبت في ملاحظة أن البنك الهولندي يرى المزيد من الضعف في زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكنها لا تتوقع أن ينخفض إلى ما دون 0.7000.
على المدى القصير، يرى الخبراء مقاومة قوية تبدأ من 0.7250. فقد كتب الاقتصاديون في مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac) في 27 أغسطس: "يبدو أن الدولار الأسترالي يقبع تحت سقف مقاومة رئيسية بين 0.7270 و 0.7290، إلا أن أي إغلاق فوق تلك المنطقة سيفتح الباب أمام ارتفاع إضافي".
تحليل الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD): أهم عوامل التحليل الأساسي
أسعار السلع الأساسية
أستراليا هي المصدر الرئيسي للسلع المستخدمة في الإنتاج في العالم. إنها أكبر مصدر لخام الحديد. كما تصدر كميات كبيرة من الفحم والغاز الطبيعي المسال والذهب واليورانيوم. نتيجة لذلك، ترتبط عملتها ارتباطاً وثيقاً بكل من أسعار الطاقة والسلع الأساسية. وبالنظر إلى أن كثير من صادراتها من السلع تذهب إلى الصين، فإن مدى صحة الاقتصاد الصيني تلعب دوراً رئيسياً في تحديد قيمة الدولار الأسترالي.
جزء كبير من قوة الدولار الأسترالي التي أظهرها في النصف الأول من عام 2021 كانت نتيجة ارتفاع أسعار خام الحديد، والتي تجاوزت 200 دولار أمريكي للطن مع توقعات بانتعاش قوي في الاقتصاد العالمي بعد كوفيد-19. كما قدمت البيانات القوية للاقتصاد الأسترالي دعماً لعملته المحلية.
عملات المخاطر مقابل عملات بلا مخاطر
نظراً لارتباطه بأسعار السلع، يُنظر إلى الدولار الأسترالي على أنه عملة تنطوي على مخاطر عالية لأن أسواق السلع يمكن أن تشهد تقلبات كبيرة. لكن هذا قد ينعكس بشكل إيجابي على أداء الدولار الأسترالي في بيئة المخاطرة، عندما يتمتع الاقتصاد العالمي بنظرة إيجابية.
بينما يتتبع الدولار الأمريكي بشكل لصيق التطورات في الاقتصاد الأمريكي. كما يعتبر عملة رئيسية كملاذ آمن يتهافت عليها المستثمرون عندما يتعاظم اتجاه السوق نحو الابتعاد عن المخاطر الموجودة في أسواق السلع والعملات.
- الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
منذ اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في يونيو، الذي راجع فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي مخططه النقطي للأشهر القادمة، والدولار الأسترالي يرزح تحت ضغط شديد. فالمخطط الجديد يظهر أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون زيادتين في أسعار الفائدة بنهاية عام 2023، وهو أقرب مما كان متوقعاً، مما يشير إلى قوة الاقتصاد الأمريكي. انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 8% خلال الأشهر الثلاثة الماضية وسط توقعات بإعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن مسار التقليص التدريجي.
"ما زال الدولار الأسترالي يعاني بشدة منذ اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في يونيو. فعادة ما تحلّ فترات قوة الدولار الأمريكي قاسية للغاية على الدولار الأسترالي،" شون كالو، كبير محللي العملات في مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac)،
قال لكابيتال (Capital.com)
- البنك الاحتياطي الاسترالي.
أعرب بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) عن موقف أكثر تشاؤماً، والذي، وفقاً لسالي أولد، كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة جوناثان بينز (JBWere) لإدارة الثروة المدعومة من بنك أستراليا الوطني، وهو ما قد يكون سبباً لضعف الدولار الأسترالي.
"في أستراليا، يصرّ البنك الاحتياطي على خطة مفادها أن أسعار الفائدة لن ترتفع حتى عام 2024؛ وقال أولد في مذكرة نشرت في 24 أغسطس، هذه الخطة تلقى دعماً إضافياً من توقعات نمو أضعف على المدى القريب للاقتصاد المحلي.
"النتيجة هي أن أسعار الفائدة في البلدان الأخرى آخذة في الارتفاع مقارنة بمثيلاتها في أستراليا، ما يشكل عبئاً إضافياً على العملة."
تباطؤ النمو الصيني
أشار أولد كذلك إلى أسباب رئيسية أخرى لضعف الدولار الأسترالي، مثل تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين. وقال "إن تباطؤ النمو الصيني والقيود المفروضة على إنتاج الصلب المحلي في الصين قد تسببت في ضغط على الدولار الأسترالي - ومجمع السلع - دفعه نحو الانخفاض في الأشهر الأخيرة".
المخاوف بشأن متحوّر دلتا
أدى انتشار متغير دلتا من كوفيد-19 إلى تعطيل التوقعات الاقتصادية على المدى القريب لأستراليا حيث تعاني البلاد من سلسلة إغلاقات تطال مدنها الرئيسية.
وفقًا لأولد، كان لدى البلاد الكثير لتخسره مقارنة بنظيراتها وسط مزيج من الاقتصاد القوي ومعدل التطعيم المنخفض، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن الاقتصاد الأسترالي قد ينكمش بنحو 2.2٪ في الربع.
في المقابل، لم يدفع انتشار متغير دلتا حكومات البلدان الأخرى إلى استجابات قوية. وبالتالي، فإن توقعات النمو في هذه البلدان لم تتأثر بشدة كما هو الحال في أستراليا.
واختتم أولد حديثه قائلاً: "هذا الاختلاف في آفاق النمو على المدى القريب بين أستراليا ونظرائها الاقتصاديين قد عمل أيضاً ضد الدولار الأسترالي في الأشهر الأخيرة، من وجهة نظرنا".
يدعم كالو من مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac) وجهة نظر أولد. فقد قال كالو لموقع كابيتال (Capital.com): "بالإضافة إلى ذلك، فإن قوة الدولار الأمريكي، مقرونة باتسام خطوات البنك الاحتياطي الأسترالي بالحذر وتقليصه المتواضع للتيسير الكمي منذ سبتمبر، لا يساعد الدولار الأسترالي كثيراً".
وأضاف: "أزمة إغلاقات كوفيد-19 المتفاقمة في معظم أنحاء أستراليا تضيف إلى الضغط على الدولار الأسترالي".
الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD): ماذا يقول المحللون؟
توقعات الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) على المدى المنظور
يسود الأسواق مزاج هبوطي إلى حد كبير على المدى القريب. ويرجع عدم اليقين بشكل أساسي إلى تأثير إغلاقات وباء كوفيد-19، التي بدأت في أوائل شهر يونيو، بل إنها أصبحت أكثر صرامة في بعض الولايات.
ووفقاً لكالو من مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac)، فإن ضعف أداء الدولار الأسترالي في الآونة الأخيرة قد "تأثر" بسبب تعمق ما يجلبه كوفيد-19 من مشاكل أثرت على التوقعات الاقتصادية للبلاد. وكتب في مذكرة: "خفضت مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac) توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي الأسترالي للربع الثالث إلى -2.6%، وهو ما سيقلص النمو السنوي إلى 2.4% فقط، حتى لو عاد فتح الاقتصاد مرة أخرى في الربع الرابع".
وأشار كالو إلى أن البيانات الرسمية الأسترالية بدأت في إظهار تأثير عمليات الإغلاق الأخيرة، فقد ارتفعت البطالة الجزئية إلى 8.3% في يوليو، والتي، وفقاً لكالو، تعتبر مؤشراً أصدق لسوق العمل من معدل البطالة الرئيسي 4.6% الذي انخفض. إلى حد كبير لأن الناس لم يتمكنوا من البحث عن وظائف وسط الإغلاق.
وتؤكد فولي من رابوبنك (Rabobank) على هذه الفكرة. "بالنظر إلى الآفاق الاقتصادية المتدهورة، فقد رفضت السوق إلى حد كبير تقرير الوظائف الأفضل من المتوقع لشهر يوليو باعتباره لا يعكس الواقع الحالي". قالت فولي في مذكرة للعملاء.
"في منتصف يوليو، قمنا بتعديل توقعات نهاية العام لزوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) إلى 0.72 بناءً على التوقعات التي تقف إلى جانب قوة الدولار الأمريكي وتلكؤ بنك الاحتياطي الأسترالي في عملية القليص التدريجي. وأضافت فولي أن تراجع أخبار الدولار الأسترالي أدى بالفعل إلى دفع الزوج إلى ما دون ذلك المستوى.
يتوقع المحللون في سيتي بنك (Citibank) استمرار الضغط على الدولار الأسترالي على المدى القصير. "تعتقد أبحاث سيتي (Citi Research) الآن أن بنك الاحتياطي الأسترالي سيحافظ على شراء السندات عند 5 مليارات دولار أسترالي أسبوعياً حتى الربع الأول من عام 2022 حيث من المتوقع أن تشهد الأسواق بعض الانتعاش مع إعادة فتح الاقتصاد ... أضف إلى ذلك مشكلة التباطؤ في الصين، مما يحد من اتجاه الدولار الأسترالي الصعودي" قال سيتي بنك (Citibank) في مذكرة للعملاء.
وفقًا لإيفانس من مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac)، فإن توقعات سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) لنهاية عام 2021 هي 0.75. مقابل توقع سابق لمؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac) في أن يصل زوج العملات إلى 0.78 في نهاية العام.
ووفقاً لاستطلاع للرأي شمل 33 محللاً من (FXStreet)، فإن هدف المعدل الشهري للدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) هو 0.7352، مع وقوف نسبة 54% من المحللين إلى جانب نظرة صعودية فيما رآه 35% منهم في اتجاه هبوطي. أما التوقعات الفصلية لزوج العملة فكانت 0.7424، مع 58% يقفون إلى جانب الاتجاه الصعودي و 29% الهبوطي.
لاحظ أن توقعات المحللين قد تكون خاطئة. لذا يجب عليك دائماً إجراء أبحاثك الخاصة قبل اتخاذ أي قرار استثماري أو تجاري.
توقعات الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) على المدى المتوسط
على الرغم من التشاؤم، تشير التوقعات طويلة المدى إلى انتعاش مستدام بعد عام 2021، مدعوماً بالتجربة السابقة.
فالاقتصاد الأسترالي كان من أسرع الاقتصادات تعافياً بعد الجولة الأولى من الإغلاق في عام 2020، مما أدى إلى صدور بيانات اقتصادية قوية في أوائل عام 2021. حيث بدأت أسعار المساكن والتضخم في الارتفاع، إلى جانب انخفاض البطالة. حتى أن البعض توقع أن يلجأ بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) إلى البدء في رفع أسعار الفائدة في وقت أبكر من توقعاته.
ولكن بعد ذلك جاء انتشار كوفيد-19، مما دفع الاقتصاديين إلى الإسراع في مراجعة توقعات النمو الأسترالية للربع الثالث من عام 2021. لكن محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) فيليب لوي أكد ثقته أنه وبمجرد السيطرة على كوفيد-19، سيكون الانتعاش الاقتصادي سريعاً.
"التجربة في كل من أستراليا وأماكن أخرى هي أنه بمجرد رفع القيود، يتعافى الإنفاق بقوة، خاصة إذا كان الناس يثقون بالمستقبل. ورغم أنه من الصعب التنبؤ بتوقيت التعافي، لكن من المرجح أن يبدأ قبل نهاية العام بوقت طويل،" قال لوي للمشرعين الأستراليين في أوائل أغسطس.
بينما ترى فولي من رابوبنك (Rabobank) أن تعافي الدولار الأسترالي لن يبدأ قبل العام المقبل. وهذا ما قاله أيضاً أولد من مؤسسة جوناثان بينز (JBWere) لإدارة الثروة، حيث أشار إلى أن زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) سوف يتداول في نطاق 0.71 - 0.75 حتى نهاية العام،" لتبدأ بعد ذلك آفاق النمو الأسترالية بالتحسن تدريجياً مع زيادة معدلات التطعيم وانتهاء عمليات الإغلاق".
وفي الوقت نفسه، يتوقع إيفانز من مؤسسة ويستباك المصرفية (Westpac) أن يرتفع الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) إلى 0.78 في عام 2022 وإلى 0.80 بحلول عام 2023.
"السمة المميزة لعامي 2022 و2023 هو زيادة معدلات التطعيم وحوافز الدعم المالية والنقدية التي ستبقى قياسية (حتى مع بعض التقليص)؛
والميزانيات العمومية القوية المدعومة بارتفاع أسعار الأصول سترجح كفة العملات ذات المخاطر" كما كتب في ملاحظته.
لاحظ أن توقعات المحللين قد تكون خاطئة. لذا يجب عليك دائماً إجراء أبحاثك الخاصة قبل اتخاذ أي قرار استثماري أو تجاري.
سواء قررت الشراء أو البيع فهذا قرارك. لكن تذكر دائماً أن قرارك بالتداول يعتمد على مدى قدرتك على تحمل المخاطر، وإجراء أبحاثك الخاصة، وخبرتك في هذا السوق، وتوزع محفظتك الاستثمارية، ومدى شعورك بالراحة حيال خسارة الأموال. ولا تستثمر أبداً أموالاً أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.
الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD): تاريخ التحركات
قبل كوفيد-19، كان الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) مدفوعاً إلى حد كبير بأسعار السلع وتوقعات النمو الصيني والاقتصاد الأمريكي.
بين عامي 2018 و 2019، خسر الدولار الأسترالي قوته أمام الدولار الأمريكي حيث تعرضت آفاق النمو الاقتصادي الصيني للتهديد بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. حينها، تعرض الدولار الأسترالي لسياط قرارات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي فرضت تعريفات تجارية على الصين. ودفعت حالة عدم اليقين المستثمرين نحو عملات الملاذ الآمن، بما في ذلك الدولار الأمريكي. لينخفض الدولار الأسترالي بنسبة 18.24% بين 22 يناير 2018، تاريخ فرض ترامب تعريفات جمركية على العديد من السلع الصينية، و 2 مارس 2020.
تسارع هبوط الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) بعد تفشي فيروس كوفيد-19 في مارس 2020. ليدفع ذلك المستثمرين على الفور نحو العملات الخالية من المخاطر مثل الدولار الأمريكي. فقد انخفض الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) بنسبة 12.5% بين 2 مارس 2020 و 16 مارس 2020 إلى حوالي 0.58، وهو أقل من ذلك المستوى في أعقاب الأزمة المالية العالمية في سبتمبر 2008. ففي الأشهر التي سبقت الأزمة المالية العالمية، ارتبط الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) بتحركات النفط الخام العالمية وانخفض بشكل حاد، بدءً من يوليو 2008، حين هوت أسعار النفط من قمتها.
في عام 2020، ساعدت سيطرة أستراليا السريعة على حالات كوفيد-19 وانتعاش الاقتصاد الصيني، على ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ليتبعها الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي. الذي وصل ذروته عند 0.8007 في أواخر فبراير.
لكن الأوقات الجيدة بالنسبة إلى الدولار الأسترالي لم تدم طويلاً حيث عاد كوفيد-19 ليضرب من جديد بنسخته المتحورة. كما ذكرنا سابقاً، لينخفض الدولار الأسترالي منذ شهر مايو الذي بدأ فيه الحديث عن التقليص التدريجي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالتزامن مع الإبلاغ عن الحالات الأولى لمتغير دلتا في أستراليا. نتيجة لذلك، جاء الانخفاض في قيمة الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي الأكثر حدة منذ عام 2018.
بالنظر إلى البيانات التاريخية الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD)، فمن النادر أن يتداول الزوج لفترة طويلة دون المستوى الحالي عند 0.72.
فمنذ أبريل 1994، يمكننا أن نرى ثلاث فترات واضحة تداول فيها زوج العملات أقل من 0.72 وهي: بين أغسطس 1997 ونوفمبر 2003؛ وبين أكتوبر 2008 وأبريل 2009؛ وبين يناير 2019 ويوليو 2020؛ وأخيراً بين سبتمبر 2020 ونوفمبر 2020.
وفقاً لأولد، في الـ 15 عاماً الماضية، أمضى الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) 11% فقط من وقته في التداول دون المستوى 0.70.
هل سيرتفع الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي؟
هدف سعر الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) على المدى الشهري هو 0.7352 ، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة (FXStreet)، في حين أن هدف الربع الأول هو 0.7424 ، مما يشير إلى اتجاه صعودي محتمل.
هل الدولار الأمريكي أقوى من الدولار الاسترالي؟
كانت القوة المتنامية للدولار الأمريكي تضغط على أسعار الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) وسط التحول القوي من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في يونيو مما يشير إلى أن رفع سعر الفائدة قد يأتي في وقت أقرب مما هو متوقع.
هل الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) شراء أم بيع؟
قد يكون هناك العديد من الأسباب لشراء الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD)، على سبيل المثال، التوقعات المتفائلة على المدى المتوسط وحقيقة أن أستراليا قد تعافت بسرعة من السلسلة الأولى من عمليات الإغلاق. قد تكون هناك أسباب لبيع الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي (AUD/USD) ، مثل المخاوف بشأن متغير دلتا، والشكوك التي تحوم حول الاقتصاد الصيني، وتشاؤم بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA).
سواء كنت تشتري أو تبيع فهو قرارك. لكن تذكر دائماً أن قرارك بالتداول يعتمد على مدى قدرتك على تحمل المخاطر، وإجراء أبحاثك الخاصة، وخبرتك في هذا السوق، وتوزع محفظتك الاستثمارية، ومدى شعورك بالراحة حيال خسارة الأموال.