توقعات أسعار الذهب لعام 2022 وما بعده: هل سيرتفع إلى مستويات جديدة؟
من قبل Capital.com Research Team
ُحدّث
ارتفع سوق الذهب إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس 2020 في 8 مارس حيث زاد طلب المستثمرين على أصول الملاذات الآمنة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
واستطاع المعدن النفيس بعكس التراجع الذي شهده في أواخر يناير. حيث يرزح سعر المعدن تحت ضغوط احتمال ارتفاع أسعار الفائدة عدة مرات في الولايات المتحدة هذا العام، الأمر الذي من المتوقع أن يؤثر على سعر الذهب في عام 2022. وكانت تعليقات جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (Fed)، سبباً في دفع بعض محللي السوق إلى توقع رفع أسعار الفائدة حتى خمس ارتفاعات هذا العام.
وبينما تدفع الحرب في أوكرانيا السعر فوق 2000 دولار للأوقية، هل يمكن لسعر الذهب أن يتجاوز هذا المستوى القياسي؟
في هذا المقال، ننظر إلى بعض آخر توقعات المحللين لأسعار الذهب.
الذهب يغير مساره مع بحث المستثمرين عن ملاذ آمن
أنهى سعر الذهب عام 2021 عند عتبة 1،828.60 دولار للأونصة، بانخفاض قدره 2.9 ٪، كما خفض المستثمرون تعاملاتهم بالمعدن مع توقع ارتفاع سعر الفائدة.
وارتفع السعر إلى 1855 دولارا للأونصة في 25 يناير، ثم تراجع إلى 1,786.60 دولار في 28 يناير. وارتفعت عوائد سندات الخزانة، مما قلل من جاذبية المعادن الثمينة، حيث لا يحقق الاحتفاظ بها أرباحاً مجدية. وعلى المقلب الآخر، دفعت التوترات بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة إلى أكثر مما هو متوقعٌ الأسعار في اتجاه صعودي. وفي 24 فبراير، ووصل السعر إلى 1,926.30 دولار مع دخول القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية. ووصل سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد بلغ 1,768 مقابل اليورو.
وتراجع سوق الذهب خلال عطلة نهاية الأسبوع إثر عمليات جني الأرباح ليتراجع السعر إلى 1,887.60 دولار للأونصة، قبل أن يعود إلى 1,943.80 دولار في 1 مارس مع تصاعد الغزو. وفي وقت كتابة هذا التقرير، تم تداول الذهب حول 2,016 دولار للأونصة في 8 مارس.
وصعدت أسعار الذهب وغيره من المعادن النفيسة مع قيام المستثمرين بإعادة موازنة محافظهم الاستثمارية بملئ كفة أصول هذا الملاذ الآمن. وقال البنك المركزي الروسي إنه سيستأنف مشترياته من الذهب بعد توقف دام عامين، بعد أن فرض المجتمع الدولي جولة جديدة من العقوبات التي تستهدف النظام المصرفي.
ويشير توقف الارتفاع خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن "السعر قد وصل بالفعل إلى مستوى علاوة المخاطر المقبول" وفقا لمذكرة محلل من المصرف الأسترالي (ANZ). وأضافت المذكرة "إن مستويات التضحم المرتفعة تدفع بأسعار الفائدة إلى نطاق سالب، وهو ما يوفر قاعدة دعم يستند عليها الذهب في المدى المنظور. إلا أن ذلك الدعم قد ينهار إذا تم رفع أسعار الفائدة بشكل حاد من قِبَل البنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed)."
وكان باول يدلي بشهادته أمام الكونغرس يومي الأربعاء والخميس وقال المحللون في بنك تي دي سيكيوريتيز(TD Securities) الكندي إن السوق تراقب "لقياس مسار التشديد الغير مؤكد على نحو متزايد". وتوقع المراقبون أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا الشهر، لكن ذلك أصبح موضع تساؤل بسبب اضطراب أسواق المال نتيجة الصراع.
ولكن كيف يرى المحللون حركة السوق خلال الأسابيع والشهور المقبلة؟ نلقي نظرة أدناه على بعض التوقعات الأخيرة.
توقعات أسعار الذهب لعام 2022 وما بعده: ارتفاعات جديدة في الأفق؟
ذكر تحليل لبنك تي دي (TD Securities) يوم الخميس أن "الذهب يعتبر مَلِك الملاذات الآمنة وسط صدمة ركود تضخمي حيث تبرز أهمية شبكة الربط بين فئات الأصول، مع تراجع دور السندات كملاذ آمن في نظام مرتفع التضخم".
وأضافوا أن "من غير المرجح أن تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى عرقلة خطط أن تخرج خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed) الرامية إلى رفع أسعار الفائدة وسحب السيولة باستخدام التقشف الكمي إذا أظهرت توقعات التضخم علامات إضافية تشير إلى عدم تأثرها برفع أسعار الفائدة." "ولكن إذا عارضت الصدمة مشاعر المستهلكين في نفس الوقت، فسوف يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed) إلى السير على حبل مشدود بين أهدافه المتعلقة بين البطالة والتضخم."
واقترح تحليل من هيرايوس للمعادن الثمينة (Heraeus Precious Metals) أن "تشديد السياسة النقدية قد لا يكون ضارا بالذهب. في السابق، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed) في رفع أسعار الفائدة، كان سعر الذهب يرتفع عموماً في الأشهر الستة والاثني عشر التالية. ومنذ ثمانينيات القرن العشرين، أعقب دورات رفع أسعار الفائدة التي بدأت في 1986 و1999 و2004 و2015 ارتفاع أسعار الذهب، مع مكاسب بلغت 10-20% على مدى الأشهر الستة التالية. كانت الاستثناءات في عامي 1983 عندما انخفض السعر بنسبة أكثر من 11% و1994 عندما انخفض السعر بنسبة 3%.
وأضاف محللو هيرايوس (Heraeus) "إن مجرد رؤية تقارير إخبارية عن انفجار هائل في العاصمة الأوكرانية الليلة الماضية تسبّب بارتفاع نوعي في أسعار الذهب والفضة وتحديداً البلاديوم. بيد أن احتمال حدوث إضراب في مجال تعدين الذهب في أفريقيا يمكن أن يُحدِث دعما للذهب اليوم أيضا ولكن من المرجح أن تحتل تلك الأخبار مكانة خلفية،" وفقا لما ذكره محللون في شركة الوساطة المالية الأمريكية (Zaner). "ولا يزال الوضع في أوكرانيا يجذب استثمارات في الذهب في صناديق المؤشرات المتداولة، حيث وصلت حيازات هذه الصناديق من الذهب منذ بداية العام إلى تاريخه إلى 3.4 % … ومن الممكن الآن أن يكون صافي المضاربة وصناديق التمويل الطويلة في الذهب هو الأكبر منذ يوليو 2020. ومع المضي قدما، حتى الهدوء المؤقت سيترك الذهب والفضة عرضة لانحدار كبير."
وأظهر التحليل الفني الذي أجرته (Zaner) يوم الأربعاء أن "مستوى الدعم الرئيسي للذهب سيرتفع في أبريل إلى 1,910 دولار، وسنرى خط متوسط إغلاق مرتفع رئيسي يصل إلى 1,975 دولارا.
ويعطي التحليل الفني لـ TradingView مؤشرات صعودية بالنسبة لجميع الأطر الزمنية في وقت كتابة هذا التقرير، حيث أظهر كل من المتوسط المتحرك البسيط (SMA) والمتوسط المتحرك الأسي (EMA) ومتوسط التقارب والتباعد المتحرك (MACD) إشارات "شراء".
وعلى المدى الطويل، توقع بنك سكوتيابانك (Scotiabank) الكندي أن متوسط سعر الذهب يمكن أن يبلغ 1,850 دولارا للأونصة في عام 2022 وأن ينخفض إلى 1,700 دولار للأونصة في عام 2023.
وفي مذكرتهم الأخيرة، توقع محللو (ANZ) هبوط أسعار الذهب على المدى البعيد، إذ توقعوا أن ينخفض السعر إلى 1,750 دولار بنهاية يونيو و1,600 دولار للأونصة بنهاية ديسمبر، بمتوسط يبلغ 1,725 دولارا لهذا العام. وتوقعوا انخفاضاً أكبر في السعر ليصل إلى 1,400 دولار بنهاية أيلول 2023 بمتوسط قدره 1,458 دولارا في العام المقبل.
وتوقع المحللون في بنك (ABN Amro) الهولندي هبوطاً أكبراً في أسعار الذهب لعام 2022 ، متوقعين أن يبلغ متوسط السعر 1,500 دولار لينخفض أكثر ويصل إلى 1,300 دولار في عام 2023.
أما شركة شرودر لإدارة الاستثمار في أستراليا (Schroders)، فتوقعت ارتفاعاً أكبر في سعر الذهب لعام 2022. وقد كتب جيمس لوك، مدير صندوق إدارة استثمار المعادن في الشركة، في 2 مارس أنه "حتى قبل تصاعد الوضع، كنا نرى بالفعل علامات تشير إلى تحوّل الطلب المؤسساتي على الذهب كأداة تحوط للمحفظات ليصبح إيجابياً."
وأضاف لوك: "إن احتمالات نتائج الركود التضخمي مرتفعة (أي انخفاض النمو وارتفاع التضخم) واحتمال بقائنا في فترة طويلة من القمع المالي مع أسعار فائدة حقيقية سلبية مرتفعٌ أيضا. ومع وجود خيارات قليلة أخرى لتنويع المحافظ، نعتقد أن الذهب في طريقه إلى أن يصبح الخيار الوحيد كملاذ آمن للأصول في السنوات المقبلة."
من المهم أن نضع في الاعتبار أن الأسواق المالية متقلبة للغاية، مما يجعل التنبؤ الدقيق بما سيكون عليه سعر الذهب خلال فترة ساعات قليلة أمراً صعباً، فما بالك بإعطاء تقديرات دقيقة على المدى الطويل. وضع في الحسبان أن المحللين ومواقع التنبؤات قد يخطئون في توقعاتهم.
نوصيك دائمًا بإجراء البحوث الخاصة بك، ومراعاة أحدث اتجاهات السوق والأخبار والتحليلات الفنية والأساسية وآراء الخبراء قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. ولا تستثمر أبدًا أكثر مما يمكنك تكبد خسارته.
الأسئلة المتكررة
هل يعتبر الذهب استثماراً جيداً الآن؟
قد يختار بعض المستثمرين الإبقاء على قدر من استثماراتهم في الذهب في محافظهم المالية من أجل التنويع كتحوط ضد الانخفاض في الأسهم والسندات. ويعتمد ما إذا كان الذهب استثمارًا مناسبًا بالنسبة لك على مدى تحملك للمخاطر، وتوقعاتك فيما إذا كان سعر الذهب سيشهد انتعاشاً أو هبوطاً إضافةً إلى عوامل أخرى.
هل سيرتفع سعر الذهب أم سينخفض في عام 2022؟
من المرجح أن تعتمد توقعات سعر الذهب على تطور التوترات الجيوسياسية وتأثير تشديد السياسة النقدية على الاقتصاد العالمي إضافةً إلى عوامل أخرى. والواقع أن المحللين قد يخطئون في توقعاتهم. لذا، يجب أن تقوم بأبحاثك الخاصة لتتخذ قرارات تجارية مستنيرة وينبغي أن نضع في الاعتبار أن الأداء السابق لا يشكل ضماناً للعوائد المستقبلية.