التداول على الذهب فوق مستوى 4000$ : خوف أم رؤية مستقبلية؟

لا تزال المؤشرات الفنية للذهب إيجابية، مدعومة بعدة عوامل أساسية، فيما يواصل المتداولون — كبارًا وصغارًا — الحفاظ على انحياز واضح نحو الشراء.
من إعداد مونتي صفي الدين
Trading Gold Above $4K: Fear, Foresight or Simply FOMO?
Shutterstock.com: Gold bars and financial markets

النظرة الفنية تبقى صعودية بدعم من العوامل الأساسية

يبدو أن الذهب دخل في مرحلة تسارع شبه عمودي (Parabolic)، بعدما كسر حاجز 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه. قبل عام، كانت غالبية مراكز المتداولين لدينا تتجه للشراء، لكن معظم الجمهور لم يكن ليتصور أن يصل الذهب إلى هذا المستوى بهذه السرعة.

تعدّدت الأسباب وراء هذا الصعود، من أبرزها:

  1. تدفقات ضخمة إلى صناديق الذهب المتداولة (ETF)، حيث أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن الربع الأخير كان الأقوى على الإطلاق، مع تدفقات بلغت 26 مليار دولار.

  2. الطلب القوي من البنوك المركزية وسط تزايد حالة عدم اليقين والتوترات الجيوسياسية.

  3. إقبال متزايد من المستثمرين الأفراد في ظل شعور عالمي بأن العالم يقف على حافة أزمات متعددة.

  4. ضعف الدولار الأميركي الذي لا يزال منخفضًا بنسبة 9% منذ بداية العام رغم تعافيه من القيعان، مع توقعات باستمرار الاحتياطي الفيدرالي (Fed) في خفض أسعار الفائدة.

كما ساهمت مؤسسات وول ستريت الكبرى في زيادة الزخم عبر رفع توقعاتها للأسعار، مع ترجيحات أن يتسارع الارتفاع في حال بدأ المستثمرون فعليًا بالتخارج من سندات الخزانة الأميركية.

تحركات السندات وتصريحات البنوك المركزية

تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية قليلًا بالأمس (اسميًا وحقيقيًا)، في حين تُظهر تسعيرات السوق عبر CME’s FedWatch أن الفيدرالي شبه محسوم باتجاه خفض الفائدة في اجتماعه هذا الشهر، مع أغلبية كبيرة تتوقع خفضًا إضافيًا بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، وأقلية معتبرة ترجّح خفضًا ثالثًا في يناير.

أما على صعيد البنوك المركزية الأخرى، فقد أقدم البنك الاحتياطي النيوزيلندي (RBNZ) على خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 2.5%، ما دفع الدولار النيوزيلندي للانخفاض بنحو 1% هذا الصباح. برر صناع القرار الخطوة بضعف النشاط الاقتصادي وارتفاع المخاطر السلبية، مع الإشارة إلى استعداد اللجنة للمزيد من التيسير النقدي. ورغم أن الذهب غير مقوَّم بالدولار النيوزيلندي هنا، فإن هذا يوضح أن ضعف النمو الاقتصادي — بالتزامن مع البيانات الأميركية المخيبة بالأمس — سيقود على الأرجح إلى مزيد من خفض الفائدة عالميًا، وهو ما يصب في مصلحة المعدن النفيس غير المرتبط بعوائد.

أما في الولايات المتحدة، فصرّح عدد من أعضاء لجنة السوق المفتوحة (FOMC) بالأمس:

  • دالي (Daly): لا ترى أن فقاعة الذكاء الاصطناعي (AI) تُهدد الاستقرار المالي العام.
  • كاشكاري (Kashkari): حذّر من أن خفض الفائدة بشكل مفرط قد يشعل موجة تضخمية جديدة.
  • ميران (Miran): يرى أن التوازن بين هدفي الفيدرالي — التضخم والتوظيف — أصبح أفضل مقارنة بزملائه.

اليوم ستصدر تصريحات إضافية لأعضاء الفيدرالي، والأهم من ذلك محضر اجتماع اللجنة الأخير، بالإضافة إلى نتائج مزاد السندات لأجل 10 سنوات، لمعرفة مدى استمرار الطلب مقابل المعروض.

النظرة الفنية للذهب، الاستراتيجيات والمستويات

على الإطار الزمني اليومي، يتداول السعر — بطبيعة الحال عند مستوى قياسي — فوق جميع المتوسطات المتحركة الرئيسية (MA)، ويتحرك عند الحد العلوي للنطاق.

  • على مؤشر DMI : الإشارة إيجابية بوضوح مع تفوق الـ +DI على الـ -DI.
  • مؤشر RSI في منطقة تشبّع شرائي قوية (يقترب من 90).
  • أما ADX فيُظهر أن السوق في منطقة اتجاه واضحة.

هذا المزيج يجعل النظرة الفنية صعودية بامتياز، وتُصنَّف في الجداول أدناه كـ "صعود متوسط" (Bull Average) على كل من الأطر اليومية والأسبوعية، حيث تظهر المؤشرات الفنية للأسبوع أيضًا باللون الأخضر. ومع ذلك، فإن الوصول إلى مستوى قياسي جديد مصحوبًا بزيادة في التقلبات واستقطاب متزايد للاهتمام قد يجعل النظرة الفنية تميل أحيانًا إلى "تقلب صعودي" أكثر من "صعود مستقر".

من ناحية استراتيجية:

  • المؤيدون (Conformists): من يعتقدون أن الاتجاه الصعودي سيستمر، يعتمدون استراتيجيات شراء، لكن عند مستوى الدعم الأول (اليومي أو الأسبوعي) بعد انعكاس واضح فقط، لتجنّب أي حركة عكسية مفاجئة.
  • في حال تراجع السعر لأي سبب، يُفضَّل الشراء فقط بعد اختراق مستوى الدعم بوضوح وعودة السعر فوقه.
  • أما من يعملون عند المقاومة الأولى فيتبعون استراتيجيات الاختراق (Breakout)، حيث تم بالفعل الوصول إلى المقاومة الثانية للأسبوع الحالي، ما يمنح أفضلية مبدئية لسيناريوهات الشراء على الاختراق.

في المقابل:

  • المخالفون (Contrarians): من يرون احتمالات التصحيح أو الإنهاك في الأسعار، يعتمدون استراتيجيات بيع بعد انعكاس من المقاومة الأولى، أو من المقاومة الثانية على الإطار الأسبوعي، أو عبر اختراق هبوطي (Sell-Breakout) إذا عاد السعر إلى مستويات الدعم الأولى.

معنويات عملاء Capital.com تجاه الذهب

بالنسبة لعملاء Capital.com، لا تزال القصة نفسها: هيمنة انحياز الشراء منذ بداية الاتجاه الصعودي القوي. فعندما بدأ الزخم يتصاعد، اتجه معظم المتداولين إلى فتح مراكز شراء جديدة والبقاء فيها، في حين أن من حاولوا البيع عكس الاتجاه لم يبقوا في السوق طويلًا.

آخر قراءة هذا الصباح تُظهر مراكز شراء بنسبة 70%، دون تغيير يُذكر عن بداية الأسبوع (71%)، مع ملاحظة أن انتقال السوق من "تداول الاتجاه" إلى "جني الأرباح" يتطلب تحركات تصحيحية واضحة أو تذبذبات أوسع.

أما بالنسبة لمضاربي تقرير التزامات المتداولين (Commitment of Traders – CoT) الصادر عن هيئة CFTC، فلم تُنشر بيانات الأسبوع الماضي بسبب الإغلاق الحكومي الأميركي، لكن الأرقام من الأسبوع الذي سبقه تُظهر استمرار الانحياز القوي للشراء عند مستوى قريب من الذروة السابقة (84%)، حيث زادت العقود الطويلة بـ 6,030 عقدًا مقابل زيادة أقل في العقود القصيرة بـ 5,691 عقدًا، دون تغيير يُذكر في النسب المئوية.

معنويات العملاء على الرسم البياني اليومي

المصدر: Capital.com
الفترة: أغسطس 2025 – أكتوبر 2025
الأداء السابق لا يُعَد مؤشرًا موثوقًا على النتائج المستقبلية

الرسم البياني للذهب على منصة Capital.com مع المؤشرات الفنية الرئيسية

المصدر: Capital.com
الفترة: سبتمبر 2025 – أكتوبر 2025
الأداء السابق لا يُعَد مؤشرًا موثوقًا على النتائج المستقبلية

انتقل إلى صفحة الأسواق

Capital.com هي منصة وساطة مالية تُعنى بتنفيذ الصفقات فقط، والمحتوى المُقدّم على موقع Capital.com الإلكترونيّ مُخصّص لأغراضٍ إعلاميةٍ فقط، ولا ينبغي اعتباره عرضًا للبيع أو التماسًا لعرض شراء المُنتجات أو الأوراق المالية التي ينطبق عليها. ولا يتمّ تقديم أيّ تعهُّد أو ضمان فيما يتعلّق بدقّة أو اكتمال المعلومات المُقدّمة.

لا تُشكّل المعلومات المُقدّمة نصيحةً استثماريةً، ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أيّ مُستثمر. وأيّ معلومات قد يتمّ تقديمها تتعلّق بالأداء السابق لا تُعدّ مُؤشّرًا موثوقًا للنتائج أو الأداء المُستقبليّ.

وبقدر ما يسمح به القانون، لا تتحمّل Capital.com (أو أيّ شركة تابعة أو مُوظّف) في أيّ حال من الأحوال أيّ مسؤولية عن أيّ خسارة ناتجة عن استخدام المعلومات المُقدّمة. وأيّ شخص يتصرّف بناءً على المعلومات، فإنّه يفعل ذلك على مسؤوليته الخاصة تمامًا.

يُرجى مُلاحظة أنّ أيّ معلومات واردة هُنا والتي قد تُفهم على أنّها "بحث استثماريّ" لم يتمّ إعدادها وفقًا للمُتطلبات القانونية المُصمّمة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماريّ، وبالتالي تُعتبر هذه المعلومات بمثابة مُحتوى تسويقيّ.