استراتيجية التداول حسب الاتجاه: كيفية استخدامها

تعمق في التداول حسب الاتجاه واستراتيجياته المتنوعة والأدوات اللازمة للتنقل بين الأسواق المختلفة. تعلم فن اتباع اتجاهات السوق

التداول حسب الاتجاه أو متابعة الاتجاه هي استراتيجية تداول تتضمن تحديد اتجاه السوق السائد في الأسواق المالية ثم شراء أو بيع الأصول وفقاً لذلك الاتجاه.

عادةً ما يستخدم المتداولون حسب الاتجاه أدوات التحليل الفني، مثل المتوسطات المتحركة (MA)، وخطوط الاتجاه، ومؤشرات الزخم، لتحديد الاتجاهات في السوق. ويبحث هؤلاء المتداولون عن الأنماط في حركات الأسعار ويقومون بتحليل المخططات البيانية لتحديد مناطق الدعم والمقاومة.

فور التعرّف على اتجاه، يميل المتداولون حسب الاتجاه إلى الدخول في صفقة في اتجاه ذلك الاتجاه بهدف الاستفادة من الاتجاه لأطول فترة ممكنة. إذا كنت متداول حسب الاتجاه، قد تدخل في مركز شراء عندما يكون السعر في اتجاه تصاعدي أو مركز بيع على المكشوف عندما يكون السعر في اتجاه تنازلي.

يُنسب الفضل بتعميم نظام التداول حسب الاتجاه غالباً لتجربة تداول السلاحف في الثمانينات. أجرى هذه التجربة متداول السلع الأسطوري ريتشارد دينيس، الذي كان يعتقد أن مهارات التداول يمكن تعليمها وأن أي شخص يمكن أن يتعلم كيف يصبح متداولاً ناجحاً.

اختار دينيس مجموعة من المتداولين غير المتمرسين، المعروفين باسم "السلاحف"، وعلّمهم نظامه في متابعة الاتجاه، والذي يتضمن استخدام التحليل الفني لتحديد الاتجاهات في الأسواق والتداول وفقاً لذلك. تم تعليم السلاحف استخدام مجموعة متنوعة من المؤشرات وتقنيات إدارة المخاطر، وكان ذلك ناجحاً.

من الصعب التقدير بالضبط كم ربحت السلاحف، لكن بعض المصادر تشير إلى أنها حققت أكثر من 100 مليون دولار. وبعد ذلك أصبح العديد من متداولي السلاحف متداولين ناجحين، وكان من ضمنهم جيري باركر، الذي أسس شركة تشيسابيك كابيتال وأفادت التقارير بأنه حقق أكثر من مليار دولار من الأرباح لعملائه، وكذلك بول رابار، الذي أسس شركة رابار لأبحاث السوق وأفادت التقارير بأنه حقق عائدات سنوية تزيد عن 20٪ لأكثر من عقدين.

ومع ذلك، لاحظ أن جميع أنواع التداول، بما في ذلك التداول حسب الاتجاه، تحمل مخاطرة عالية بالخسارة، إذ أن الأسواق تتسم بالارتفاع والانخفاض وأيضاً قد تنعكس الاتجاهات، والجدير بالذكر أن الأداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية.

أنواع الاتجاهات المختلفة

لمتبعي الاتجاهات، من الضروري التعرف على الاتجاهات المختلفة التي يمكن رصدها في الأسواق المالية.

• الاتجاهات طويلة الأجل: هي الاتجاهات التي تمتد على مدى طويل، قد تستغرق سنوات أو حتى عقود، وغالباً ما تنبع من تغيرات جذرية في بنية الاقتصاد أو تحولات في الاتجاهات الديموغرافية.
• الاتجاهات الأساسية: هذه الاتجاهات ذات مدى أقصر نسبياً، تستمر لعدة أشهر أو بضعة سنوات، وعادة ما تكون نتيجة لتغييرات في دورات الأعمال أو الأحداث السياسية والاقتصادية.
• الاتجاهات الثانوية: تستغرق هذه الاتجاهات مدة تتراوح بين عدة أسابيع إلى بضعة أشهر، وعادة ما تنشأ نتيجة لتقلبات مشاعر المستثمرين أو بسبب عوامل فنية.
• الاتجاهات المتوسطة: تمتد هذه الاتجاهات من أيام قليلة إلى بضعة أسابيع، وغالباً ما تكون نتيجة للتغيرات في العرض والطلب لأصل محدد أو تغيرات في مستويات التذبذب في السوق.
• الاتجاهات الصغيرة: هذه اتجاهات قصيرة الأمد للغاية تدوم لبضعة أيام فقط، وتعتبر الأساس للمتداولين اليوميين والمضاربين. وغالباً ما تنجم هذه الاتجاهات عن الأخبار العاجلة أو التغييرات في مستوى نشاط التداول بالسوق.

^{*الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية.}

قد يختار المتداولون استخدام مزيج من استراتيجيات التداول حسب الاتجاه، بناءً على أسلوبهم ومستوى تقبّلهم للمخاطر.

المتوسطات المتحركة

تتضمن هذه الاستراتيجية استخدام مؤشر المتوسط المتحرك (MA)، الذي يقيس متوسط سعر أصل ما على فترة زمنية محددة.

قد يبحث المتداول عن إشارة "التقاطع الذهبي"، والتي تحدث عندما يعبر المتوسط المتحرك قصير الأجل (مثل 50 يوماً) فوق المتوسط المتحرك طويل الأجل (مثل 200 يوم). قد يُنظر إلى هذه الإشارة على أنها دلالة صعودية تشير إلى أن الاتجاه يتحول نحو الأعلى.

^{*الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية}

خطوط الاتجاه

تربط خطوط الاتجاه القمم والقيعان لحركات أسعار الأصول. وهي عبارة عن خطوط مستقيمة تربط بين نقطتين أو أكثر على الرسم البياني، ممثلةً توجّه وميل الاتجاه.

يمكن استخدام خطوط الاتجاه لتحديد توجّه الاتجاه. كما يمكن استخدامها بالتزامن مع مؤشرات فنية أخرى وأنماط الشموع لتحديد سيناريوهات تداول محتملة. على سبيل المثال، قد يبحث المتداول عن نمط مخطط بياني صعودي، مثل القاع المزدوج، ليتشكل بالقرب من خط اتجاه صاعد، مما قد يشير إلى زخم صعودي.

^{*الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية}

زخم الاتجاه

يستخدم المتداولون مؤشرات الزخم لقياس قوة الاتجاه، مما يساعدهم في تحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة.

المؤشرات المستخدمة تشمل:

• مؤشر القوة النسبية (RSI): يقيس هذا المؤشر سرعة وتغيرات حركات الأسعار. يتأرجح بين 0 و100 ويُستخدم عادةً لتحديد حالات التشبّع الشرائي أو البيعي. القراءة الأعلى من 70 تشير إلى حالة تشبّع شرائي، بينما القراءة دون 30 تشير إلى حالة تشبّع بيعي.
• مؤشر التقارب والتباعد للمتوسطات المتحركة (ماكد): يعتبر ماكد مؤشر زخم يتبع الاتجاه ويتألف من خطين: خط ماكد وخط الإشارة. عندما يعبر خط ماكد فوق خط الإشارة، يُعتبر ذلك إشارة إلى اتجاه صعودي، بينما يُعتبر عبوره أسفل خط الإشارة إشارة إلى اتجاه هبوطي.
• مؤشر المذبذب العشوائي: يقارن مؤشر المذبذب العشوائي سعر الإغلاق لأصل معين بنطاق تداوله خلال فترة زمنية محددة، ويتأرجح بين 0 و100 ويُستخدم بشكل مماثل لمؤشر القوة النسبية لتحديد حالات التشبّع الشرائي أو البيعي.

^{* الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية}

يُسلّط المخطط البياني أعلاه الضوء على النشاط خلال بضعة أسابيع ويعرض المتوسط المتحرك لـ9 أيام و21 يوماً، بالإضافة إلى خطوط الاتجاه ومؤشر القوة النسبية أسفله.

عندما يتراجع مؤشر القوة النسبية دون مستوى 30، مُشيراً إلى أن الأصل قد دخل مرحلة التشبّع البيعي وأن هناك احتمالية عالية لحدوث انعكاس في الاتجاه، يليه تقاطع المتوسط المتحرك لـ9 أيام و21 يوماً، ما يُشير أيضاً إلى إمكانية حدوث انعكاس صعودي في الاتجاه. قد يُقدم المتداول حسب الاتجاه على شراء الأصل نظراً لتأكيد هذين المؤشرين على الانعكاس، ويستمر في التداول مع الاتجاه حتى يتجاوز مؤشر القوة النسبية مستوى 70، ما يُشير إلى أن الأصل قد دخل مرحلة التشبّع الشرائي.

• مناسب لمختلف الأسواق: يمكن تطبيق التداول حسب الاتجاه على مجموعة متنوعة من الأسواق المالية، بما في ذلك العملات المشفّرة والأسهم والفوركس والسلع والمؤشرات، ما يجعله استراتيجية مرنة.
• الاستفادة من زخم السوق: الهدف الأساسي من التداول حسب الاتجاه هو تحديد اتجاه السوق الحالي، ومن ثم فتح مراكز تداول يتماشى مع هذا الاتجاه.
• قابل للتطبيق على إطارات زمنية متعددة: يمكن استخدام التداول حسب الاتجاه في إطارات زمنية مختلفة، مما يجعله ملائماً لعدة استراتيجيات من التداول اليومي إلى التداول المتأرجح.

• الإشارات الخاطئة: إحدى سلبيات التداول حسب الاتجاه هي أنه قد يولّد إشارات خاطئة، ما يؤدي إلى خسائر. يمكن أن تكون الاتجاهات قصيرة الأمد، وقد تكون حركات الأسعار متقلبة، مما يجعل من الصعب تحديد اتجاه السوق بدقة.
• المؤشرات المتأخرة: التداول حسب الاتجاه غالباً ما يعتمد على المؤشرات المتأخرة مثل المتوسطات المتحركة، والتي قد لا تعطي صورة دقيقة للحالة الحالية للسوق. فقد يكون الاتجاه قد بدأ بالفعل منذ فترة بحلول الوقت الذي يتم فيه تحديده، وقد تكون الأسعار قد تحركت بالفعل بشكل كبير.
• خطر انعكاس الاتجاه: يمكن للاتجاهات أن تنعكس في أي وقت، وقد يعاني المتداولون الذين اتخذوا مراكز شراء أو بيع على المكشوف بناءً على الاتجاه من خسائر كبيرة إذا انعكس الاتجاه.

الخطوات الأساسية المتضمنة في التداول حسب الاتجاه تشمل:

تحديد الاتجاهات: الخطوة الأولى في التداول حسب الاتجاه هي معرفة اتجاه السوق. ويمكن إنجاز ذلك عن طريق تحليل المخططات البيانية للأسعار والبحث عن قمم وقيعان أعلى في اتجاه صاعد، أو قيعان وقمم مخفضة في اتجاه هابط. يمكن أيضاً استخدام المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة وخطوط الاتجاه لتسليط الضوء على الاتجاهات.

اختيار نقاط الدخول والخروج: بمجرد تحديد الاتجاه، يأتي تحديد نقاط الدخول والخروج. يمكن تحديد نقاط الدخول باستخدام المؤشرات الفنية مثل مؤشرات الزخم وأنماط المخططات البيانية.

إدارة المخاطر: إدارة المخاطر جانب مهم في التداول حسب الاتجاه. يمكن للمتداولين استخدام حجم المراكز الملائم وتقنيات إدارة المخاطر المناسبة. ويمكن استخدام أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر المحتملة. يجب العلم أن أوامر وقف الخسارة العادية لا تحمي من الانزلاق السعري، بينما أوامر وقف الخسارة المضمونة توفّر حماية منه ولكن برسوم إضافية.

الاختبار التاريخي يشير إلى عملية تقييم استراتيجية التداول من خلال اختبارها على بيانات السوق التاريخية لتحديد كيف كانت ستؤدي في الماضي. تُمكّن هذه العملية المتداولين من فحص فعالية استراتيجيتهم وإجراء التعديلات اللازمة عليها قبل المخاطرة برأس المال الحقيقي في السوق.

يسلط الاختبار التاريخي الضوء على نقاط القوة والضعف في الاستراتيجية المعتمدة، ويساعد في تحسين نقاط الدخول والخروج وإدارة المخاطر وضبط حجم مراكز التداول.

من جهة أخرى، يوفر التداول التجريبي للمتداولين فرصة لممارسة تنفيذ الصفقات بناءً على استراتيجيتهم داخل بيئة تحاكي السوق الفعلي، مما يسمح لهم بكسب الخبرة في التداول دون المخاطرة بالأموال الحقيقية. يعزز التداول التجريبي الثقة بالاستراتيجية المتبعة، كما يساعد في صقل مهارات إدارة المخاطر، ويمنح المتداولين الفرصة للتعرف بعمق على منصة التداول التي ينوون استخدامها في معاملاتهم المستقبلية.

باختصار، يعتبر التداول حسب الاتجاه استراتيجية مُستخدمة على نطاق واسع ومرنة تعمل على استغلال زخم السوق من خلال التعرف على الاتجاهات السائدة والتعامل مع الأصول وفقًا لذلك.

باستخدام أدوات التحليل الفني مثل المتوسطات المتحركة وخطوط الاتجاه ومؤشرات الزخم، يمكن للمتداولين تحديد الاتجاهات وقياس قوتها المحتملة. ومن خلال التمييز بين أنواع الاتجاهات المختلفة – طويلة الأجل، الأساسية، الثانوية، المتوسطة، القصيرة – يمكن للمتداولين تكييف استراتيجياتهم لتناسب مختلف ظروف السوق والأطر الزمنية.

قد تستعين استراتيجيات التداول حسب الاتجاه بالمتوسطات المتحركة وخطوط الاتجاه ومؤشرات الزخم، وذلك لتحديد نقاط الدخول والخروج مع تقييم قوة الاتجاه. تسمح مرونة التداول حسب الاتجاه بتطبيق هذه الاستراتيجية على مجموعة متنوعة من الأسواق المالية، بما في ذلك الأسهم والعملات المشفرة والفوركس والسلع والمؤشرات.