التداول على الفضة عند أعلى مستوياته منذ عام 2011

شهدت الفضة أسبوعين متتاليين من المكاسب، لكن اللافت كان في تداولات هذا الصباح حيث تمكّنت من الوصول إلى مستوى 40 دولارًا ثم تجاوزه. تعود آخر مرة سجلت فيها الفضة هذه المستويات إلى عام 2011، وهي فترة كانت تعجّ بآمال المتداولين بتحقيق قفزة نحو 50 دولارًا — إلا أن الأمور سارت عكس ذلك، إذ تراجعت الأسعار خلال الجائحة إلى مستويات 11 دولارًا قبل أن تبدأ رحلة تعافٍ منتظمة.

وعلى النقيض، فقد تمكن الذهب من استعادة خسائره بعد موجة الهبوط في 2011، وحقق قممًا تاريخية جديدة بدءًا من 2020. أما بالنسبة لمن يتداولون على نسبة الذهب إلى الفضة، فقد أدى الأداء القوي للفضة مؤخرًا إلى هبوط النسبة لما دون 86، وهي أدنى مستوياتها منذ أواخر العام الماضي، لتقترب بذلك من مستويات ما قبل الجائحة.

تعود أسباب الصعود في الذهب إلى عدة عوامل:

1. توقعات بخفض أسعار الفائدة، في ظل التوتر السياسي بين الرئيس الأمريكي ترامب وعضوة الفيدرالي كوك، ما أثار الشكوك حول استقلالية البنك المركزي، وأي بديل محتمل قد يكون مؤيدًا لخفض الفائدة.
2. استمرار التوترات الجيوسياسية عالميًا، ما يعزز من دور الذهب كأداة تحوط.
3. حالة الغموض بشأن الرسوم الجمركية، لا سيما بعد قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية بأن معظم تلك الرسوم غير قانونية، مع تحديد 14 أكتوبر كموعد نهائي لتقديم الاستئناف من قبل إدارة ترامب.

في المقابل، تستفيد الفضة من نفس العوامل المتعلقة بالفائدة، بالإضافة إلى زيادة في الطلب الهيكلي المرتبط بالتوسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والكهرباء، مع محدودية في جانب العرض.

أداء البيانات الاقتصادية الأمريكية

صدر يوم الجمعة مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) كما كان متوقعًا، حيث ارتفع العنواني بنسبة 2.6% على أساس سنوي، فيما ارتفع المؤشر الأساسي إلى 2.9%. أما النمو الشهري فبلغ 0.2% و0.3% على التوالي.

وسجّل الدخل الشخصي نموًا بنسبة 0.4%، والإنفاق بنسبة 0.5%، بينما أظهرت الأرقام المعدّلة من جامعة ميشيغان لشهر أغسطس تراجع ثقة المستهلك إلى 58.2 نقطة، مع انخفاض في توقعات التضخم على المدى القريب (من 4.9% إلى 4.8%) والمدى البعيد (من 3.9% إلى 3.5%).

نظرة على الأسبوع المقبل

يبدأ الأسبوع بهدوء في الولايات المتحدة بسبب عطلة رسمية، قبل صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات (PMI) للقطاع الصناعي من S&P Global وISM يوم الثلاثاء. وتصدر مؤشرات القطاع الخدمي يوم الخميس، تسبقها بيانات إعانات البطالة الأسبوعية وتقدير ADP للوظائف غير الزراعية، على أن تتركز الأنظار يوم الجمعة على تقرير الوظائف الرسمي لشهر أغسطس.

ولا تزال الأسواق تتذكر خيبة أمل البيانات السابقة، في وقت يسعى فيه أعضاء الفيدرالي ذوو التوجه التيسيري إلى الاستفادة من أي ضعف إضافي في سوق العمل لدفع النقاش نحو خفض الفائدة في أقرب وقت.

التحليل الفني للفضة – الاستراتيجيات والمستويات

التذبذبات النسبية التي سبقت الحركة الأخيرة جعلت من السهل على المؤشرات الفنية قصيرة الأجل التحول إلى الإيجابية. على الإطار الزمني اليومي، يتم تداول السعر الآن فوق جميع المتوسطات المتحركة الرئيسية، ويتحرك بمحاذاة الحد العلوي من بولينجر باند. يُظهر مؤشر DMI تفوقًا واضحًا لـ +DI على -DI، ما يُعد إشارة إيجابية، فيما دخل مؤشر القوة النسبية (RSI) منطقة التشبع الشرائي، ويواصل مؤشر ADX الصعود، رغم أنه لم يصل بعد إلى منطقة الاتجاه الكامل.

وعلى الرغم من أن هذه المؤشرات تعزز من النظرة الإيجابية، إلا أن وصول السعر إلى مستويات تاريخية مهمة مع زيادة في التقلب يجعل المشهد أكثر حساسية. لذلك تبقى النظرة الإجمالية في نطاق “تماسك – متقلب”، حيث تكافح المستويات اليومية القصيرة لاحتواء زخم الحركة، ويواصل المتداولون التقليديون اعتماد استراتيجيات شراء عند المقاومة الأولى أو بيع عند الدعم الأول، بينما يعتمد المتداولون العكسيون على استراتيجيات الانعكاس، بشرط تأكيد الاختراق أو الكسر أولًا.

أما على الإطار الأسبوعي، فالنظرة لا تزال “صعود معتدل”، مع تحرك السعر نحو الحد العلوي من بولينجر باند، وتسجيل إشارات إيجابية في كل من DMI وADX، فيما يقترب RSI من منطقة التشبع. ووفقًا لذلك، يواصل المتداولون التقليديون البحث عن فرص شراء بعد ارتداد مؤكد من الدعم الأسبوعي الأول، في حين يُفضل المتداولون العكسيون البيع عند مقاومات حالية مع مراقبة احتمالات الانعكاس.

ميول عملاء Capital.com تجاه الفضة

لا تزال ميول العملاء تشير إلى انحياز واضح للشراء، لكن الحركة الأخيرة دفعت البعض لإغلاق مراكزهم الطويلة وافتتاح مراكز بيع، ما أدى إلى تراجع الانحياز من 67% يوم الجمعة إلى 64% مع بداية هذا الأسبوع.

أما المضاربون في تقارير CoT، فيواصلون التمركز في منطقة الشراء القوي عند 76%، مع زيادة طفيفة في صفقات الشراء (بـ 125 عقدًا)، وزيادة مماثلة في صفقات البيع (بـ 208 عقود).

ميول العملاء على الرسم البياني اليومي

المصدر: Capital.com
الفترة: يونيو 2025 – أغسطس 2025

الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية

الرسم البياني لسعر الفضة على منصة Capital.com مع المؤشرات الفنية الرئيسية

المصدر: Capital.com
الفترة: يونيو 2025 – أغسطس 2025

الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية

انتقل الى الحساب التجريبي انتقل إلى صفحة الأسواق