توقعات أسعار الفضة لعام 2022 وما بعده: هل سيحد المعدن من خسائر عام 2021؟
من قبل Capital.com Research Team
03:00, 10 February 2022
ارتفع سعر الفضة في الشهر الماضي، بعد ارتفاع سعر الذهب إثر تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى غزو روسي
لكن، هل وصل المعدن الثمين إلى ذروة الشراء بعد أن انخفض بنسبة 11.6% في عام 2021؟ هل يمكن لجني الأرباح أن يؤدي إلى انخفاض السعر في المدى القريب؟
تُسلط هذه المقالة الضوء على أداء سعر الفضة حتى الآن هذا العام وبعض أحدث التوقعات من المحللين.
ارتفاع قيمة الفضة وسط الصراع الروسي الأوكراني
كانت أخبار أسعار الفضة في الأشهر الأخيرة متأثرة بالتوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) سيرفع أسعار الفائدة عدة مرات هذا العام. تُعتبر معدلات الفائدة المرتفعة مؤشرًا هبوطيًا لأسواق المعادن الثمينة، حيث يميل المستثمرون إلى نقل أموالهم من حيازات المعادن، التي لا تجني فائدة، إلى الأصول التي يحصلون منها على فوائد.
انخفض السعر الفوري للفضة من 26.41 دولار للأوقية في 1 يناير 2021 إلى 23.35 دولار في 31 ديسمبر 2021. وشهدت الفضة تراجعًا إضافيًا بنسبة 4.1% في يناير 2022، مما جعلها الأسوأ أداءً في قطاع المعادن الثمينة. وبلغت ذروتها عند 24.50 دولار للأوقية في الأسبوع الثالث من يناير لكنها هبطت إلى 22.39 دولار في نهاية الشهر.
في حين أن التضخم المرتفع عادة ما يدعم أسعار المعادن الثمينة، فإن الوتيرة المتسارعة للتشديد النقدي أثرت بشدة على الشعور السائد. لكن اتجاه الأسعار تحول إلى الأعلى في فبراير استجابةً لتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث وصلت الفضة إلى 24.71 دولار للأوقية في 24 فبراير، حين أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في غزو واسع النطاق، مما دفع المستثمرين اللجوء إلى استثمارات الملاذ الآمن. وفي 25 فبراير، انخفض السعر إلى 24.02 دولار بسبب جني الأرباح بعد أن وصل السعر إلى أعلى مستوى له منذ 20 يناير. وفي 1 مارس، ارتفع إلى 24.75 دولار، حين كثفت روسيا ضرباتها على المدن الأوكرانية.
من المرجح أن تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في التأثير على اتجاه قيمة الفضة على المدى القريب، إضافة لوتيرة تشديد السياسة النقدية وفقًا لجدول البنك الفيدرالي. ومن المقرر أن يقدم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تقرير السياسة النقدية نصف السنوي للبنك المركزي الأمريكي إلى الكونجرس الأمريكي يومي الأربعاء والخميس. ومن المتوقع حدوث أولى زيادات أسعار الفائدة في مارس.
ارتفعت نسبة الذهب إلى الفضة - وهي عدد أوقية الفضة المطلوبة لشراء أوقية من الذهب - من متوسط 78.32 في ديسمبر إلى 80.21 في يناير، لكنها انخفضت مرة أخرى إلى 78.01 في فبراير حيث عادت الفضة للمكاسب في سوق الذهب. وانخفضت النسبة إلى 65.41 في فبراير 2021، عندما ارتفع سعر الفضة.
في أسواق الفضة العينية، من المتوقع أن يرتفع الطلب هذا العام، مما قد يوفر دعمًا لأسعار التداول الفورية. تنبأ معهد الفضة أن الطلب العالمي قد يرتفع بنسبة 8% من مستويات عام 2021 إلى مستوى قياسي يبلغ 1.112 مليار أوقية في عام 2022. وسيكون هذا الارتفاع مدفوعًا بالاستخدام الصناعي الكبير للفضة، والذي من المتوقع أن يرتفع بنسبة 5% مع زيادة الاستهلاك في الصناعة التقليدية والتقنيات الخضراء. ومن المتوقع أن يقفز الطلب الاستثماري على السبائك الفضية والسبائك المعدنية بنسبة 13% في عام 2022 إلى أعلى مستوى في سبع سنوات. ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع الطلب على الفضة لاستخدامها في المجوهرات بنسبة 11%، كما يُتوقع أن يرتفع الطلب على أدوات المائدة الفضية بنسبة 21%.
على عكس الذهب، الذي يعتبر أساسًا أصلًا استثماريًا، يُمثل الاستخدام الصناعي أكثر من نصف إجمالي الطلب على الفضة. وقال معهد الفضة:
من المتوقع أن يؤدي التوسع السريع في الطاقة المتجددة مع التزام الحكومات في جميع أنحاء العالم بشكلٍ متزايد بخفض انبعاثات الكربون إلى رفع الطلب على الفضة لألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
لا تزال النظرة المستقبلية للفضة من قطاعي السيارات واتصالات الجيل الخامس (5G) قوية، بسبب زيادة تصنيع المركبات الكهربائية وتسريع البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس (5G).
ومن ناحية المعروض، توقع معهد الفضة أن يرتفع إجمالي المعروض بنسبة 7% أي 1.092 مليار أوقية في عام 2022، مع ارتفاع إنتاج المناجم إلى أعلى مستوى في ست سنوات. من المتوقع أن تزيد مناجم الفضة الوئيسية إنتاجها من المواقع الكبيرة والمشاريع الجديدة.
شهد سوق الفضة عجزًا في عام 2021 لأول مرة منذ ست سنوات، والذي من المتوقع أن يستمر هذا العام مع عجز قدره 20 مليون أوقية، على الرغم من أن معهد الفضة أشار إلى أن هذا "متواضع نسبيًا من حيث القيمة المطلقة."
ارتفعت المنتجات المتداولة في البورصة (ETPs) بنسبة 6% لتصل إلى 1.132 مليار أوقية في عام 2021 ولا تزال تتقلب بالقرب من تلك المستويات قياسية حتى الآن هذا العام.
أين يرى المحللون سعر الفضة في عام 2022؟ تابع القراءة للحصول على بعض أحدث التعليقات والتوقعات الخاصة بالفضة في المستقبل.
توقعات أسعار الفضة في عام 2022 وما بعده: أين سيتم تداول المعدن الثمين في المستقبل؟
يرى المحللون في موقع Zaner احتمالية ارتفاع أسعار الفضة في المدى القريب، وأشاروا في مذكرة للعملاء في 1 مارس: "في تطور إيجابي بين عشية وضحاها لأسعار الذهب والفضة، شهدت الصين بيانات أفضل من المتوقع لمدير المشتريات لشهر فبراير، حيث يُشير الاقتصاديون إلى أن التحسن كان نتيجة دعم السياسة."
بالنظر إلى المؤشرات الفنية، أضاف محللو موقع Zaner أنه "بينما أظهرت مخططات أسعار الذهب تقلبات كبيرة في الأسعار، فإن مخططات أسعار الفضة كانت صعودية بشكلٍ واضح مع مكاسب منتظمة طوال شهر فبراير، وهذا ما يجعل السوق في وضع شراء قوي. كان مستوى الدعم الرئيسي في الفضة لشهر مايو اليوم 24.35 دولار، ومن المتوقع حدوث فشل كبير في حالة فشل السوق في الحفاظ على قاع مزدوج عند 24.15 دولار. ومن ناحيةٍ أخرى، رؤية تداول الفضة لشهر مارس فوق 24.87 دولار قد ينتج عنه صعود سريع فوق 25.10 دولار."
في وقت كتابة هذا التقرير (1 مارس)، أظهرت توقعات مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفيَّة المحدودة (ANZ) لأسعار الفضة لعام 2022 أن السعر سيظل مستقرًا عند حوالي 24 دولار للأوقية خلال النصف الأول من العام، لكنه سيفقد قيمته على المدى الطويل، ويصل إلى 22.90 دولار بحلول نهاية سبتمبر، وإلى 22.20 دولار بنهاية ديسمبر وإلى 18.70 دولار بنهاية سبتمبر 2023. ويتوقع البنك أن يصل متوسط الفضة إلى 23.50 دولار في عام 2022 وإلى 19.80 دولار في عام 2023.
توقع معهد الفضة استمرار الغموض في الاقتصاد الكلي والتضخم المرتفع، الأمر الذي سيدفع مستثمري التجزئة لزيادة استثمارهم للفضة كتحوّط وتخزين للقيمة والحد من جني الأرباح.
"شهد أوائل عام 2022 انخفاضًا في نمو الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الاقتصادات الكبرى، وتقلبات السوق المالية المتزايدة. يُشير هذا إلى خطر متزايد يتمثل في أن سرعة دورة رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يمكن أن تكون أبطأ مما تسمح به توقعات السوق الحالية. وعليه، يجب أن تستفيد أسعار الفضة في البداية من اهتمام المستثمر الجديد بالمعادن الثمينة. مع معامل بيتا مرتفع للفضة، ينبغى للفضة أن يتفوق على الذهب، مع توقع تراجع نسبة الذهب إلى الفضة إلى أقل من 70 بحلول نهاية العام."
من المهم أن تضع في اعتبارك أن الأسواق المالية تظل شديدة التقلب، مما يجعل التنبؤ بدقة بما سيكون عليه سعر الأصل في غضون ساعات قليلة أمرًا صعبًا، فما بالك بتقديم تقديرات طويلة الأجل. وعليه، يمكن للمحللين أن يخطئوا في توقعاتهم.
نوصيك دائمًا بإجراء البحوث الخاصة بك، ومراعاة أحدث اتجاهات السوق والأخبار والتحليلات الفنية والأساسية وآراء الخبراء قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. ولا تستثمر أبدًا أكثر مما يمكنك تكبد خسارته.
الأسئلة المتكررة
ما الذي يجعل الفضة ترتفع وتنخفض؟
غالبًا ما يُنظر إلى الفضة على أنها أصل ملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الغموض الاقتصادي. ويميل السوق إلى أن يكون مدفوعًا بالسياسة النقدية والمخاوف الجيوسياسية وقيمة الدولار والطلب المادي وإنتاج التعدين، إضافة إلى أسباب أخرى.
هل سترتفع الفضة أم تنخفض في عام 2022؟
في وقت كتابة هذا التقرير (1 مارس)، رأى بعض المحللين أن سوق الفضة يجد دعمًا على المدى القريب بسبب التوترات الجيوسياسية وغموض الاقتصاد الكلي. لكن السعر قد يتعرض لضغوط في النصف الثاني من عام 2022 مع البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.
Related topics
