التوقعات المستقبلية لسوق الأسهم: يواجه ستاندرد آند بورز 500 (S&P) اختباراً حقيقياً خلال الأشهر القادمة
من قبل Capital.com Research Team
ُحدّث
قضى ستاندرد آند بورز 500 (S&P) معظم عام 2021 في اتجاه صعودي، وتابع مساره الجيد تاركاً ورائه مرحلة الركود الذي عانى منها في الربع الأول من عام 2020 عندما ضرب الوباء.
منذ بداية العام وحتى اليوم (YTD)، ارتفع المؤشر الأمريكي القياسي بنحو 16% حتى وقت كتابة هذا التقرير (29 سبتمبر 2021)، مضافة إلى زيادة 16% التي حققها سابقاً في عام 2020. في هذه الأثناء، أظهر مؤشرا داو جونز (Dow Jones) وناسداك 100 (Nasdaq) مكاسب بنسبة 12% و 18% على التوالي منذ بداية العام وحتى تاريخه.
هل يتمتع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P) بالقوة الكافية للحفاظ على اتجاهه الصعودي؟ لقد بدأنا نرى بعض الشقوق تظهر في طريقه المعبّدة. وقد تتحوّل خلال الأشهر القليلة القادمة إلى طريق وعر.
التوقعات المستقبلية لسوق الأسهم 2021: هل تفقد قوة زخمها؟
كان المحرّك الأكبر وراء ارتفاع سوق الأسهم في السنوات الأخيرة هو برامج التحفيز الضخمة التي اعتمدتها كبرى البنوك المركزية.
فقد تابع سيل المعروض من أموال البنوك المركزية تدفقه الكبير خلال وباء فيروس كورونا المستمر. فرأينا تأثير ذلك على وول ستريت وأماكن أخرى حيث سجلت الأسهم العالمية ارتفاعات قياسية جديدة.
وساعدت تدابير التحفيز الهائلة في خلق حالة من الانفصال بين الواقع والأسواق. ليقوم المستثمرون بالشراء عند كل ارتداد، وهم واثقين من قدرتهم على البيع مرة أخرى بأسعار أعلى حيث دفعت تصرفات الاحتياطي الفيدرالي (Fed) المستثمرين بعيداً عن السندات الحكومية الآمنة والثابتة، ولكن ذات العائد المنخفض، إلى أسواق الأسهم الأكثر تقلباً.
ولكن مع انتعاش الاقتصاد العالمي وارتفاع وتيرة التضخم، يمكن أن ينعكس هذا الاتجاه، على الأقل لفترة من الوقت.
ويمكن القول إن الخطر الأكبر الذي يواجه أسواق الأسهم في الأشهر المقبلة هو احتمال أن يبطئ بنك الاحتياطي الفيدرالي مشترياته من الأصول بشكل حاد.
من المفترض أن لا تتسبب عملية التطبيع التدريجي لسياسة البنك الفيدرالي في كثير من الرياح المعاكسة، ولكن إذا قام بتسريع وتيرة التناقص التدريجي لمشترياته من الأصول بشكل حاد، فقد نرى تصحيحاً أكثر عمقاً.
أخبار وتحليلات ستاندرد آند بورز (S&P 500)
في سبتمبر، بدا أن ستاندرد آند بورز (S&P 500) على وشك إنهاء سلسلة انتصاراته التي استمرت سبعة أشهر. حيث تراجعت أسهم النمو مثل تلك الموجودة في قطاع التكنولوجيا وسط ارتفاع حاد في عوائد السندات، بينما احتفظت البنوك بنسبها بشكل أفضل نسبياً.
أضاف إلى ذلك الزخم الهبوطي مخاطر انتشار العدوى من شركة التطوير الصينية المتعثرة إيفرجراند (Evergrande).
ليستفيق المراهنون على البيع (الدببة) من سباتهم طامحين إلى الاستفادة من أسعار الأسهم المبالغة في تقديرها، في وقت يزيد فيه ارتفاع التضخم من احتمالية تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي لحزامه في المستقبل غير البعيد.
يشير التحليل الفني لستاندرد آند بورز (S&P 500) إلى أن المؤشر قد كسر خط الاتجاه الصعودي الصامد منذ أكتوبر من العام الماضي.
يبدو المخطط في اتجاه تنازلي من الناحية الفنية حيث يظهر أن إستراتيجية الشراء عند كل هبوط قد بدأت تفشل في إحداث موجة صعودية. بالإضافة إلى ذلك، انخفض المؤشر إلى ما دون المتوسط المتحرك الأسي لمدة 21 يوماً، مما يشير إلى أن الاتجاه قد أصبح سالباً.
ومع ذلك، فإن المتوسط المتحرك على المدى الطويل لمدة 200 يوم، حول 4142 نقطة، لا يزال سليما ويدعم المسار الصعودي. وبهذا، فإن الاتجاه طويل المدى لا يزال صعودياً.
قد يتكشّف أن الضعف الحالي هو مجرد تصحيح قصير الأمد قبل أن يعاود المؤشر تحركه للأعلى. وربما يرغب المراهنون على الشراء (الثيران) بانتظار الإشارة الصحيحة قبل الاستثمار من جديد في مراكز طويلة (شراء)، مع الأخذ بعين الاعتبار الضرر الفني الذي لحق بالمخطط السعري قصير المدى لستاندرد آند بورز (S&P).
فقد يبقى المراهنون على البيع (الدببة) مترصدين عند كل خط مقاومة لفترة من الزمن إلى أن تصبح هذه الاستراتيجية غير ناجحة في كبح جماح (الثيران). وتأتي المقاومة الرئيسية حول مستوى 4470 نقطة، الذي عمل كخط دعم للمؤشر في السابق.
ولكن هناك الكثير من المستويات الأخرى قصيرة المدى التي يجب مراقبتها، بما في ذلك مستوى 4420 نقطة. كما تتضمن بعض أهداف الاتجاه النزولي (للدببة) مستوى 4306 نقطة، وهو أدنى مستوى تم الوصول إليه في 20 سبتمبر 2021.
لا توجد العديد من الخطوط الأخرى التي يجب مراقبتها قبل الوصول إلى متوسط 200 يوم عند حوالي 4142 نقطة، مما يعني أن هناك احتمالية حدوث انخفاض حاد. حيث يمكن للمؤشر إعادة زيارة مستوى 4000 نقطة المهم نفسيا في حالة حدوث تصحيح أكثر حدة.
توقعات سوق الأسهم: نظرة إلى ما تبقى من عام 2021
مع اقترابنا من نهاية العام، تتزايد الأسباب التي تدعو إلى توخي الحذر عند التنبؤ بسوق الأسهم لعام 2021. وتتضمن بعض العوامل التي يجب مراعاتها، على سبيل المثال لا الحصر:
- ارتفاع العائدات يضرّ بأسهم النمو في قطاع التكنولوجيا
- تزايد مخاطر التضخم
- "حدوث نوبة غضب مستدقة 2.0" إذا ما أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تطبيع السياسة بشكل أسرع
- انتشار العدوى من إيفرجراند (Evergrande)، مطور العقارات الصيني المحاصر
- احتمال حدوث نمو اقتصادي أضعف وسط اختناقات العرض وانخفاض الدعم الحكومي
- أزمات العملات في الأسواق الناشئة بسبب ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الدولار
وتعليقاً على توقعات سوق الأسهم لبقية العام، قالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي السوق في سيتي إندكس (City Index)، لموقع كبيتال كوم Capital.com:
ماذا يعني ارتفاع عوائد السندات للأسهم؟
انخفضت أسعار السندات مؤخراً، حيث بدأ المستثمرون في الاعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي وبعض البنوك المركزية الرئيسية الأخرى عازمون على خفض مشترياتهم وفق برامج التيسير الكمي. لأن الاقتصادات الأمريكية والعالمية باتت في حالة أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عام. علاوة على ذلك، هناك قضية أكثر إلحاحاً: التضخم.
ترزح أسعار السلع تحت ضغط كبير في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي بسبب اختناقات العرض وارتفاع أسعار الطاقة وعوامل مؤقتة أخرى. في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك إلى 5.3% - أكثر من ضعف هدف الاحتياطي الفيدرالي. كما أشار رئيس مجلس الإدارة جيروم باول بقوة إلى أن برنامج شراء السندات الخاص ببنك الاحتياطي الفيدرالي سيتم تخفيضه في الأشهر المقبلة.
وبالفعل، انخفضت أسعار السندات بشكل حاد في الأيام والأسابيع الأخيرة. حيث يبدو أن المستثمرين يسابقون بنك الاحتياطي الفيدرالي. فقد سارعت سندات الخزانة من انخفاضها هذا الأسبوع، مما تسبب في وصول العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى مستوى لم يشاهد منذ يونيو.
بالنظر إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبح أكثر تشدداً بشكل ملحوظ منذ يونيو، فلا يوجد سبب لعدم ارتفاع العائدات بمرور الوقت. بعبارة أخرى، يمكن أن تنخفض أسعار السندات أكثر مع انخفاض أسعار الشراء من البنك المركزي الأمريكي.
وقد تعاني بعض الشركات ذات الوزن الثقيل في مجال التكنولوجيا التي دعمت الأسواق - مثل آبل (AAPL) ومايكروسوفت (MSFT) وأمازون (AMZN) - إذا استمر اضطراب سوق السندات ويخشى المستثمرون بشأن تقييماتهم المرتفعة.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن ارتفاع عائدات السندات ليس سيئاً لجميع الأسهم. حيث تميل البنوك، على سبيل المثال، إلى الاستفادة عندما ترتفع العائدات لأنها يمكن أن تفرض فائدة أعلى على أصولها (أي القروض) وتحقيق أرباح متزايدة.
لكن بالنسبة للأسواق بالمجمل، يعتمد الكثير منها على مدى سرعة ارتفاع العائدات، ومدى سرعة انخفاض أسعار السندات. فقد يؤدي ارتفاع العائدات بشكل حاد وسريع إلى إثارة غضب المستثمرين، وقد نشهد عمليات بيع بدافع الذعر يغذيها القلق بشأن التناقص التدريجي. بعبارة أخرى، يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث "نوبة غضب مستدقة 2.0".
مخاطر أخرى تواجهها الأسهم
تشمل العوامل الهبوطية الأخرى التي قد تؤثر على أسعار الأسهم في الأشهر المقبلة تعافي الدولار، والذي قد يكون ناتجاً عن ارتفاع حاد في العوائد.
حيث يمكن أن يضر الدولار القوي بأسعار السلع الأساسية ويؤثر على عملات الأسواق الناشئة. مما يخلّف آثاراً جانبية وقد يكون أحدها هو انخفاض أسهم شركات التعدين.
هناك أيضاً احتمال حدوث أزمة عملة في الأسواق الناشئة. فقد شهدنا انخفاض الليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة مقابل الدولار. في حين ترزح عملات أخرى مثل الروبية الهندية أيضاً تحت ضغط شديد وسط ارتفاع مخاطر التضخم المصحوب بركود اقتصادي، ليأتي ارتفاع الدولار الأمريكي ويزيد من إضعاف القوة الشرائية لهذه العملات.
كما أنّ الروبية تواجه مخاطر إضافية بالنظر إلى أن الهند مستورد للنفط الخام الآخذة أسعاره في الارتفاع.
الخلاصة: "شهر زلزالي" بانتظارنا
قد يكون شهر أكتوبر فترة شديدة التقلب بالنسبة لأسواق الأسهم، وفقاً لسام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في مركز البحوث والتحليل المالي (CFRA).
"أعتقد أن شهر أكتوبر سيكون صادقاً مع نفسه، فهو شهر متقلب بطبيعته. يقول ستوفال: "تقلب أكتوبر هو أعلى بنسبة 36% من متوسط الأشهر الـ 11 الأخرى من العام". "التقلبات أعلى ولديك عدد أكبر من الارتدادات والتصحيحات وهبوط أسواق يبدأ أو ينتهي في هذا الشهر. إنه شهر زلزالي".
إذا كنت ترغب في محاولة الربح من تقلبات السوق، فعليك التفكير بالعقود مقابل الفروقات (CFDs). حيث تمنحك العقود مقابل الفروقات فرصة للاستفادة ومحاولة الربح من تقلبات أسعار ستاندرد آند بورز 500 (S&P) بين الارتفاع والهبوط. إذا كنت تؤيّد التوقعات الإيجابية لستاندرد آند بورز 500 (S&P) وترى أن السعر سيرتفع، يمكنك فتح مركز طويل (شراء). أما في حال كنت تعتقد أنه سينخفض، فيمكنك فتح مركز قصير (بيع).
لكن تذكّر أن عقود الفروقات هي منتجات ذات رافعة مالية، مما يعني أن التداول باستخدامها يمكن أن يضخّم كل من الربح والخسارة. فاحرص على فهم لكيفية عمل عقود الفروقات ولا تستثمر أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.