ألعاب التشفير: ظاهرة العب واربح
من قبل Capital.com Research Team
08:46, 1 December 2021
يسيطر التمويل اللامركزي (DeFi) على سوق العملات الرقمية - بقيمة سوقية تبلغ 115 مليار دولار وقيمة إجمالية مقفلة (TLV) تبلغ حوالي 139 مليار دولار، حسب بيانات 8 سبتمبر 2021، وفقًا لكوين جيكو (CoinGecko) . وتعد ألعاب سلسلة الكتل (blockchain) أحد المستفيدين من نمو التمويل اللامركزي (DeFi)، الذي جلب قيمة كبيرة لواحدة من أكثر الصناعات الغامرة في العالم الافتراضي.
حيث يمكن بواسطة التمويل اللامركزي (DeFi) تعويض اللاعبين بعملات الألعاب الرمزية وغيرها من أشكال المكافآت، بما في ذلك الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) والمقتنيات المشفرة.
هل تشكل عملات الألعاب المشفرة دافعاُ جديداً في سوق العملات المشفرة؟ تعرف على المزيد حول ألعاب العملات المشفرة، مفهوم العب واربح، وكيفية كسب العملات المشفرة من خلال اللعب.
العب واربح: نظرة على مستقبل ألعاب سلسلة الكتل (blockchain)
وفقًا لتقرير (Investgame)، تشهد صناعة الألعاب اتساعاً في رقعة سيطرة ألعاب العملات المشفرة التي تعمل على سلسلة الكتل (blockchain). في النصف الأول من عام 2021، أغلقت شركات الألعاب المشفرة 24 صفقة (وهو ضعف ما استطاعت تحصيله خلال عام 2020 بأكمله) بقيمة تزيد عن 476 مليون دولار.
بشكل عام، تمرّ صناعة ألعاب الفيديو بفترة نمو مثيرة للإعجاب، مدعومة بعمليات الإغلاق بسبب الوباء، والتي أجبرت الناس على إيجاد طرق جديدة لقضاء الوقت في المنزل. في عام 2020، بلغت قيمة سوق الألعاب العالمي 173.70 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 314.40 مليار دولار بحلول عام 2026، لتسجّل معدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 9.64%، وفقًا لتقرير سوق الألعاب من (Mordor Intelligence).
ولكن ما هو العامل الأكبر الذي يجعل عشاق التشفير يقضون ساعات في لعب هذه الألعاب؟ لم يعد الأمر مجرد متعة بعد الآن. أثناء اللعب، يمكن للاعبين في ألعاب التشفير كسب مكافآت، ويمكنهم استبدالها بأموال ورقية وإنفاقها في الحياة الواقعية.
في ألعاب التشفير القائمة على مبدأ العب واربح، يمتلك المستخدمون أصولاً داخل اللعبة ويمكنهم زيادة قيمتها عن طريق اللعب. وكمكافأة على المشاركة، يمكنهم كسب العملات الرمزية والرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs).
ومن أبرز الأمثلة على مشاريع ألعاب الربح الناجحة هي لعبة أكسي إنفينيتي (Axie Infinity) التي زادت إيراداتها الشهرية من 103 آلاف دولار في يناير إلى 364 مليون دولار في أغسطس 2021. ووصلت اللعبة مؤخراً إلى مليون مستخدم نشط يومياً، وتجاوزت إيراداتها التراكمية 600 مليون دولار.
ألعاب الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFT): كيف تعمل؟
الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) هي مقتنيات رقمية فريدة يتم تداولها على سلسلة الكتل (blockchain). وفي ألعاب التشفير، يمكن أن تمثل الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) مواداً استهلاكية، شخصيات داخل اللعبة، وأي أصول أخرى قابلة للتداول. حيث يمكن للمستخدمين بيع وشراء هذه الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) مع أقرانهم إلى جانب كسب العملات الرموز مقابل اللعب فقط.
بدأ كل شيء في أواخر عام 2017، عندما تصدرت إحدى لعبة المقتنيات التي تعمل على سلسلة الكتل (blockchain) واسمها (CryptoKitties) قائمة ألعاب التشفير. لدرجة أن نشاط اللاعبين قد أدى إلى إشغال شبكة إيثريوم، مما أدى إلى إبطاء أوقات المعاملات عبر سلسلة الكتل (blockchain).
في تلك اللعبة، يشتري المستخدمون قططاً كرتونية ويزوجونها مع قطط أخرى. وتم بيع إحداها واسمها دراغون (Dragon)، مقابل حوالي 170,000 دولار في عام 2018. لتكون بذلك واحدة من أغلى قطط التشفير (CryptoKitties).
تطورت ألعاب الرموز الغير قابل للاستبدال (NFTs) لتعمل وفق مبدأ العب واربح، إلى جانب جمع الحيوانات الرقمية اللطيفة. حيث باتت ألعاب الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFT) تتيح لمن يلعبها توليد الدخل من خلال اللعب. عادة، كلما طالت مدة لعب المستخدمين، زاد عدد العملات الرمزية (توكن) التي يحصلون عليها. على سبيل المثال، تتطلب أكسي إنفينيتي (Axie Infinity) شراء مبدئي لثلاثة أكسيات (شخصيات داخل اللعبة، وهي عبارة عن رموز NFT). وفور أن يمتلك اللاعب فريقه الذي يمكنه من البدء، يباشر الدخول في تحديات مختلفة ليكسب العملات الرمزية المسماة جرعات الحب (SLP)، التي تعمل وفق معيار العقود الذكية (ETC-20) وهي قابلة للتداول ومدرجة في منصة بينانس.
ألعاب التشفير كمصدر للدخل: أسطورة أم حقيقة؟
أصبحت ألعاب التشفير التي تعمل على مبدأ العب واربح ظاهرة متزايدة. وقد جذبت الاهتمام في البلدان النامية، حيث يمكن للاعبين أن يكسبوا من خلال اللعب أكثر مما تعطيه لهم أجور العمل في تلك البلدان.
غالبية مستخدمي أكسي إنفينيتي (Axie Infinity) موجودون في الفلبين. كما اكتسبت اللعبة قوة جذب في إندونيسيا، وفنزويلا، وفيتنام، والبرازيل، ودول أخرى تضررت بشدة من كوفيد. في مايو 2021، انتشر فيلم وثائقي العب واربح (PLAY-TO-EARN) عن نمو اللعبة، مما أدى إلى زيادة عدد المستخدمين الذين قرروا تجربتها.
يرى المستثمر الملياردير مارك كوبان، الذي كان جزءاً من حملة تمويل بقيمة 7.5 مليون دولار لشركة (Sky Mavis)، شركة تطوير الألعاب الفيتنامية التي تقف وراء لأكسي إنفينيتي (Axie Infinity)، أن المشروع يمثل بوابة للعملات المشفرة للعديد من الأشخاص حول العالم.
تحولت ألعاب التشفير، التي بدأت مسيرتها كمشاريع متخصصة للأشخاص الذين يبيعون المنتجات عبر الإنترنت، إلى صناعة متنامية تساعد الأشخاص من الدول النامية على الكسب. ومع ذلك، فإنها تمثّل مشكلة إذا اختار الشباب أو العاطلون عن العمل اللعب من أجل الكسب بدلاً من العمل التقليدي.
مخاطر ألعاب التشفير
على الرغم من أن ألعاب التشفير تقدم للناس طريقة مشروعة لكسب العملات المشفرة واستبدالها بأموال ورقية، إلا أن هناك مخاطر يجب ملاحظتها جيداً.
خطر فقدان الرمز الغير قابل للاستبدال (NFT)
هناك خوف شائع لدى لاعبي العملات المشفرة من فقدان العملات الرمزية أو الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) أثناء اللعب. هناك العديد من السيناريوهات المحتملة لحدوث ذلك:
- أثناء محاولة إرسالها من محفظتك إلى محفظة أخرى لا تدعم نوع رمزك الغير قابل للاستبدال (NFT).
- إذا أصبحت ضحية لعملية احتيال مرتبطة بألعاب تشفير، وأرسلت الرمز الغير قابل للاستبدال (NFT) إلى فخ احتيال
- إذا أعطيت عقداً ذكياً خبيثاً تصريحاً بالوصول إلى محفظتك
لتجنب هذه المخاطر، تأكد من فهم أنواع الرموز التي تدعمها محفظتك، وتأكد دائماً من إرسالها إلى العنوان الصحيح. تفاعل فقط مع العقود الذكية من المشاريع المعروفة وذات السمعة الحسنة وتأكد من عدم الوقوع ضحية لعملية احتيال.
التقلب
وهو أحد المخاطر المرتبطة بسوق العملات المشفرة على وجه العموم، حيث تشهد كثيراً من الانخفاضات المفاجئة. إذا انخفضت قيمة العملة الرمزية للعبة تشفير، مثل (AXS) الخاصة بأكسي و(SLP)، فقد لا يكون لدى اللاعبين الوقت لتقليص خسائرهم. فهذه اللعبة تتيح للمستخدمين سحب النقود كل 14 يوماً، مما يعني أن عملاتك الرمزية قد تكون مقفولة في اللعبة عند الحاجة إليها.
اللوائح التنظيمية
الشفافية والطبيعة اللامركزية لسلسلة الكتل (blockchain)، تعنينان عدم وجود الحاجة لأطراف ثالثة تفحص المعاملات وتوافق عليها. ولا يُطلب من مشغلي الألعاب عادةً الامتثال للمعايير التنظيمية مثل AML (مكافحة غسيل الأموال) و KYC (اعرف عميلك). مما قد يزيد من مخاطر الاحتيال.
مستقبل الألعاب المشفرة: وجهة نظر المحلل
تعتبر ألعاب "العب واربح" أحدث صرعات صناعة الألعاب القائمة على سلسلة الكتل (blockchain). وتعليقاً على الموضوع، قال المحلل في كابيتال Capital.com ميخائيل كاركاليف:
يسلط المحلل الضوء على عدة عوامل لنمو هذا الاتجاه:
- جمهور شاب ومتقدم في صناعة التشفير، يحب ممارسة الألعاب ويحب الوسائط، مثل البث والمدونات
- تطور ونمو صناعة الألعاب بشكل عام وخاصة الرياضة الإلكترونية
"لطالما كانت تقنية المنافسة والتحدي (Gamification) طريقة بسيطة وفعالة جداً لتقديم المعلومات وتعلم أشياء جديدة. وإن جذب جيل الشباب إلى صناعة العملات المشفرة من خلال الألعاب، التي تدر عليهم دخلاً أيضاً، هو محرك نمو قوي لسوق التشفير ". يضيف ميخائيل كارخاليف. "علاوة على ذلك، ونظراً لتزايد المنافسة في سوق العمل باستمرار، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة بسبب الوباء، فإن فرصة كسب مبالغ مالية جيدة من خلال ممارسة الألعاب هي حرفياً المنقذ للناس في البلدان النامية. وبناءً على ذلك، سيستمر الطلب في النمو على مشاريع الألعاب هذه، الأمر الذي يمكن أن يكون مربحاً للمستثمرين فيها".
لكن في الوقت نفسه، لم ينس محلل كابيتال Capital.com ذكر مخاطر الاستثمار في مثل هذه المشاريع. على سبيل المثال، إذا انهار سوق العملات المشفرة وانخفضت قيمة العملات الرمزية أو العناصر داخل اللعبة، فسيقوم مستخدمو اللعبة ببيع جميع أصولهم بشكل جماعي لتوفير الدخل من الألعاب. سيكون هذا واضحاً بشكل خاص بين المستخدمين من البلدان الفقيرة والنامية.